وفيها الكديمي، وهو أبو العباس محمد بن يونس القرشي العامي البصري الحافظ، في جمادى الآخرة، وقد جاوز المائة بيسير. روى عن أبي داود الطيالسي، وزوج أمه، روح بن عبادة وطبقتهما، وله مناكير ضعف بها.
[سنة سبع وثمانين ومئتين]
في المحرم، قصدت طي ركب العراق لتأخذه كعام أول بالمعدن، وكانوا في ثلاثة آلاف، وكان أمير الحاج أبو الأغر، فواقعوهم يوماً وليلة، والتحم القتال، وجدلت الأبطال، ثم أيد الله الوفد، وقتل رئيس طي صالح بن مدرك، وجماعة من أشراف قومه، وأسر خلق وانهزم الباقون، ثم دخل الركب بالأسدي والرؤوس على الرماح.
وفيها سار العباس الغنوي في عسكره، فالتقى أبا سعيد الجنابي، فأسر العباس، وانهزم عسكره، وقيل بل أسر سائر العسكر وضربت رقابهم، وأطلق العباس فجاء وحده إلى المعتضد برسالة الجنابي، أن كف عنا واحفظ حرمتك.
وفيها غزا المعتضد وقدم طرسوس ورد إلى أنطاكية وحلب.
وفيها سار الأمير بدر، فبيت القرامطة وقتل منهم مقتلة عظيمة.
وفيها توفي الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن مخلد الشيباني البصري الحافظ، قاضي أصبهان وصاحب المصنفات، وهو في عشر التسعين، في ربيع الآخر، سمع من جده لأمه موسى بن إسماعيل، وأبي الوليد الطيالسي وطبقتهما، وكان إماماً فقيهاً ظاهريا صالحاً ورعاً، كبير