ومسلم، الملك شرف الدولة، أبو المكارم بن الملك أبي المعالي، قريش بن بدران بن مقلَّد العقيلي، صاحب الجزيرة وحلب، وكان رافضياً، اتسعت ممالكه، ودانت له العرب، وطمع في الاستيلاء على بغداد، عند موت طغرلبك، وكان شجاعاً فاتكاً مهيباً، داهية ماكراً، التقى هو والملك سليمان بن قتلمش السلجوقي صاحب الروم على باب أنطاكية، فقتل في المصافّ.
[سنة تسع وسبعين وأربعمئة]
فيها التقي تتش - وسليمان بن قتلمش، فقتل سليمان، وسارتتش، فنازل حلب، وخافه أخوه تتش فهرب.
وفيها وقعة الزلاقة، وذلك أن الإّذقونش، جمع الجيوش، فاجتمع المعتمد، ويوسف بن تاشفين،،أمير المسلمين، والمطوّعة، فأتوا الزلاّقة، من عمل بطليوس، فالتقى الجمعان، فوقعت الهزيمة على الملاعين، وكانت ملحمة عظيمة، في أول جمعة من رمضان، وجرح المعتمد عدّة جراحات سليمة، وطابت الأندلس للملثّمين، فعمل أميرهم ابن تاشفين على تملكها.
وفيها لما افتتح ملكشاه حلب والجزيرة، قدم بغداد، وهو أول قدومه إليها، ثم خرج وتصيَّد، وعمل منارة القرون، من كثرة وحشٍ صاد، ثم ردّ إلى أصبهان، وزّوج أخته زليخا، محمد بن مسلم بن قريش العقيلي، وأقطعه الرَّحبة، وحرّان، والرَّقّة، وسروج.
وفيها أعيدت الخطبة العباسية بالحرمين وقطعت خطبة العبيديين.
وفيها توفي أبو سعد النيسابوري، شيخ الشيوخ ببغداد، أحمد بن محمد ابن دوست، وكان كثير الحرمة في الدولة، له رباط مشهور ومريدون، وكان