فيها توفي أبو العباس بن نفيس، شيخ القراء، أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المصري، في رجب، وقد نيّف على التسعين، وهو أكبر شيخ لابن الفحام، قرأ على السَّامري، وأبي عديّ عبد العزيز، وسمع من أبي القاسم الجوهري وطائفة، وانتهى إليه علوّ الإسناد في القراءات، وقصد من الآفاق.
وصاحب ميَّافارقين وديار بكر، نصر الدولة أحمد بن مروان بن دوستك الكردي، وكان عاقلاً حازماً عادلاً، لم تفته الصبح، مع انهماكه على اللذات، وكان له ثلاثمئة وستون سرّية، يخلو كل ليلة بواحدة، وكانت دولته إحدى وخمسين سنة، وعاش سبعاً وسبعين سنة، وقام بعده ولده نصر.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن غزو النهاوندي العطّار، حدث عن أحمد بن فراس العبقسي، وخلق. وكان ثقة صدوقاً.
وابو أحمد المعلّم عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني، راوي مسند أحمد بن منيع، عن عبد الله بن جميل، وروى عن جماعة، وتوفي في صفر.
وعلي بن رضوان، أبو الحسن المصري الفيلسوف، صاحب التصانيف، وكان رأساً في الطب وفي التنجيم، من أذكياء زمانه بديار مصر.
وأبو القاسم السميساطي واقف الخانكاه، عليّ بن محمد بن يحيى السمي الدمشقي، روى عن عبد الوهاب الكلابي وغيره، وكان بارعاً في الهندسة والهيئة، صاحب حشمة وثروة واسعة، عاش ثمانين سنة.