فيها، في ثاني عشر ربيع الأول. بكرة الجمعة، شيخ الإسلام وعالم أهل العصر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الدهلي ثم الشيباني المروزي ثم البغدادي. أحد الأعلام ببغداد، وقد جاوز سبعاً وسبعين سنة بأيام. وكان أبوه جندياً فمات شاباً أول طلب أحمد للعلم، في سنة تسع وسبعين ومئة. فسمع بن هشيم، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهما. وكان شيخاً أسمرَ مديد القامة مخضوباً، عليه سكينة ووقار. وقد جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد، وكذلك البيهقي وشيخ الإسلام الهروي. وكان إماماً في الحديث وضروبه، إماماً في الفقه ودقائقه، إماماً في السنة وطرائقها، إماماً في الورع وغوامضه، إماماً في الزهد حقائقه. رحمة الله عليه.
وفيها توفي جبارة بن المغلس الحماني الكوفي، عن سن عالية. روى عن شبيب بن أبي شيبة، وأبي بكر النهشلي. وهو ضعيف عندهم.
وفيها الحسن بن حماد، الإمام أبو علي الحضرمي البغدادي سجادة. روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته. وكان ثقة صاحب سنة. وله حلقة وأصحاب.
وفيها أبو توبة الحلبي، واسمه الربيع بن نافع الحافظ. سمع معاوية بن