وتعلل أشهراً، ومات في رجب، وولي بعده ابنه شمس الملوك إسماعيل. وكان شجاعاً مجاهداً جواداً كريماً. سدّ مسدّ أبيه، وعاش ستاً وأربعين سنة.
وعبد الله بن أبي جعفر المرسيّ العلامة أبو محمد المالكيّ. انتهت إليه رئاسة المالكيّة. توفي في رمضان. وقد روى عن أبي حاتم بن محمد، وابن عبد البر، والكبار، وسمع بمكة " صحيح مسلم " من أبي عبد الله الطبري.
وعبد الكريم بم حمزة، أبو محمد السُّلمي الدمشقيّ الحدّاد، مسند الشام. روى عن أبي القاسم الحنّائي، والخطيب، وأبو الحسين بن مكّي. وكان ثقةً. توفي في ذي القعدة.
والقاضي أبو الحسين بن الفرّاء محمد ابن القاضي أبي يعلى محمد ابن الحسين البغدادي الحنبليّ، وله أربعٌ وسبعون سنة. سمع أباه، وعبد الصمد ابن المأمون وطبقتهما. وكان مفتياً مناظراً عارفاً بالمذهب ودقائقه، صلباً في السُّنة، كثير الحطِّ على الأشاعرة. استشهد ليلة عاشوراء، وأخذ ماله ثم قتل قاتله. ألّف " طبقات الحنابلة ".
[سنة سبع وعشرين وخمس مئة]
فيها قدمت التركمان فأغاروا على أعمال طرابلس، فالتقاهم فرنج طرابلس، فهزمتهم التركمان. ثمّ وقع الخلف بين ملوك الفرنج بالشام وتحاربوا.