لما عجز المعتمد على الله، بن يعقوب بن الليث، كتب إليه بولاية خراسان وجرجان فلم يرض حتى يوافي باب الخليفة. وأضمر في نفسه الاستيلاء على العراق، والحكم على المعتمد. وخاف المعتمد، فتحول عن سامراً إلى بغداد، وجمع أطرافه وتهيأ للملتقى، وجاء يعقوب في سبعين ألف فارس فنزل واسط، فتقدم المعتمد، وقصده يعقوب، فقدم المعتمد أخاه الموفق بجمهرة الجيش، فالتقيا في رجب، واشتد القتال، فوقعت الهزيمة على الموفق، ثم ثبت وشرعت الكسرة على أصحاب يعقوب، فولوا الأدبار. واستبيح عساكرهم، وكسب أصحاب الحليفة ما لا يحد ولا يوصف، وخلصوا محمد بن طاهر، وكان مع يعقوب في القيود، ودخل يعقوب إلى فارس وخلع المعتمد على محمد بن طاهر أمير خراسان، ورده إلى عمله. وأعطاه خمسمائة ألف درهم، وعانت جيوش الخبيث عند اشتغال العسكر، فنهبوا البطيحة، وقتلوا وأسروا، فسار عسكر الموفق لجربهم، فهزمهم وقتل منهم مقدم كبير يعرف بالصعلوك.
وفيها توفي عمر بن شبة، أبو زيد النميري البصري، الحافظ العلامة الأخباري، صاحب التصانيف، حدث عن عبد الوهاب الثقفي وغندر وطبقتهما وكان ثقة