له الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه، فما قرئ، وكان من إنشاء الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب، وهو طويل، فيه مصائب ومعائب، فقال القاضي يوسف بن يعقوب: يا أمير المومنين، أخاف الفتنة عند سماعه، فقال: إن تحركت العامة وضعت فيهم السيف، قال: فما تصنع بالعلوية الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك، وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت، مالوا إليهم وصاروا أبسط ألسنة، فأمسك المعتضد.
وفيها توفي محدث نيسابور ومفيدها، أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي الحافظ، سمع قتيبة وطبقته، وكان من سعة روايته راهب عصره، مجاب الدعوة.
وفيها أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي، سمع أبا نعيم والقعنبي وطبقتهما، وكان ثقة صاحب حديث.
وفيها أبو عبادة البحتري، أمير شعراء العصر، وحامل لواء القريض، واسمه الوليد بن عبادة الطائي المنبجي، أخذ عن أبي تمام الطائي، ولما سمع أبو تمام شعره قال: نعيت إلى نفسي. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري. وقيل مات في السنة الماضية، وقيل في السنة الآتية، وله بضع وسبعون سنة.
[سنة خمس وثمانين ومئتين]
فيها وثب صالح بن مدرك الطائي في طي، فانتهبوا الركب