في رجب توفي الامامُ العادلُ أميرُ المومنين وخامسُ الخلفاء الراشدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي بدير سمعان من أرض المعرة وله أربعون سنة. وكانت خلافته سنتين وخمسة أَشهر. كمثل خلافة الصديق. وكان أَبيض جميلاً، نحيفَ الجسم، حسن الحية، بجبهته أثر حافر فرس، شجه وهو صغير. فكان يقال له أشجُّ بني أمية. وحفظ القرآن في صغره فبعثه أبوه من مصر، فتفَقه بالمدينة حتى بلغ رتبة الاجتهاد. ومناقبُه كثيرة رضي الله عنه. وجدُّه لأُمه عاصم بن عمر بن الخطاب.
وفيها توفي أبو صالح السمان ذكوان، صاحب أَبي هريرة. قال أحمد بن حنبل: كان ثقةَ من أجل الناس.
وفيها أو في سنة مئة، ربعي بن حراش أَحد علماء الكوفة وعبادها. وقد شهد خطبة عمر بالجابية. قيل إِنه لم يكذب قط. رحمه الله عليه. وكان قد آلى أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أَو في النار.
وفيها مقسم مولى ابن عباس. ولم يكن مولاه بل مَولى عبد الله بن الحارث بن نَوفَل، وأضيف إلى ابن عبّاس لملازمته له.
وفيها محمد بن مروان بن الحكم الأمير، والد الخليفة مروان. وكان بطلاً شجاعاً شديد البأس. له عدة مصافات مع الروم. وكان متولي الجزيرة وغيرها.