وماتت المعمرة أمة العزيز زينب بنت المحدث نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز في المحرم أو في آخر ذي الحجة من العام الماضي. حدثت عن ابن عبد الدايم وخلق وجاوزت التسعين.
ومات قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن العلامة زين الدين المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي الدمشقي الحنبلي. ولد سنة سبع وسبعين وسمع أباه، وابن البخاري، وابن شيبان، وطائفة استوعبهم ابن سعد في معجم خرجه له. وتفقه بأبيه وغيره، وأفتى ودرس. وولي قضاء الحنابلة بعد ابن الحافظ فشكرت سيرته. وكان رجلاً وافر العقل، حسن الخلق، كثير التودد. توفي في ثامن شعبان. وولي بعده القاضي جمال الدين المرداوي.
[سنة إحدى وخمسين وسبعمائة]
فيها مات الشيخ الإمام العلامة ذو الفنون شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي الحنبلي المشهور بابن قيم الجوزية. تفقه بشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، وكان من عيون أصحابه. وأفتى، ودرس، وناظر، وصنف، وأفاد. وحدث عن شيخه التعبير، وغيره. ومصنفاته سائرة مشهورة، توفي في رجب.
ومات شيخنا العلم المسند سليمان بن عسكر الخواصي ثم الدمشقي المؤذن. حدث عن عمر بن القواس، والشرف بن عساكر، وجماعة. حج كثيراً