عساكر التتار في اختلاف وافتراق، والرعية في مشاق لذلك، وخوفٍ ومغارم. وفي رجب هلك تحت الزلزلة بطرابلس الشام ستون نفساً. وفيه قدم العلامة شيخ الإسلام تقي الدين السبكي على قضاء الشافعية بالشام، وفرح المسلمون به.
ومات ببغداد عالمها الإمام ذو الفنون صفي الدين عبد المؤمن بن الخطيب عبد الحق بن شمايل البغدادي الحنبلي مدرس البشيرية في صفر وله إحدى وثمانون سنة. صنف شرحاً للمحرر في ستة أسفار، وألف في الفرائض، وطلب الحديث، وعمل معجماً. حدث عن عبد الصمد بن أبي الجيش، والكمال ابن الفويرة، وأسمعته من الشرف بن عساكر، وله نظمٌ رائق، وفيه دين، وفتوة، وأخلاق، وتصوف، ولم يتأهل.
ومات بمصر قاضي حلب ذو الفنون فخر الدين عثمان بن خطيب جبرين علي بن عثمان الحلبي الشافعي في المحرم، عن سبعٍ وسبعين سنة. كان طلب وأخرق به، وعزل، والله يأجره. وكان يدري القراءات، والأصول، والنحو. وله تواليف وتلامذة.