فيها دخل تاج الدولة تتش، أخو السلطان ملكشاه إلى الشام، من جهة أخيه، وأخذ حلب ودمشق، وكان عسكره التركمان، وكان أقسيس - ويقال أتسز وأطسز الخوارزمي - قد جاءت المصريون لحربه، فاستنجد بتتش عندما أخذ حلب، فسار إليه، وفرّ المصريون، فخرج أقسيس إلى خدمة تتش، فأظهر الغضب لكونه ما تلقاه إلى بعيد، وقبض عليه وقتله في الحال، وأحسن سيرته في الشاميين، وكان الناس في جورٍ وضرّ مع أتسز، نزل جنده في بيوت الناس، وصادر الناس وعذبهم في الشمس.
وفيها توفي أبو علي بن البنّا، الفقيه، الحسن بن أحمد البغدادي الحنبلي، صاحب التواليف والتخاريج، روى عن هلال الحفّار وطبقته، وقرأ القراءات على الحمّامي، وتفقه ودرَّس وأفتى ووعظ، وكان ناصراً للسنة.
وأبو علي الوخشي، الحسن بن علي بن محمد البلخي الحافظ الكبير، رحل وطوّف، وجمع وصنَّف، وعاش ستّاً وثمانين سنة. روى عن تمام الرازي، وأبي عمر بن مهدي، وطبقتهما، بالشام والعراق ومصر وخراسان، وكان ثقةً.
وأبو القاسم الزنجاني، سعد بن علي، الحافظ القدوة الزاهد، نزيل الحرم، جار بيت الله. روى عن أبي عبد الله بن نظيف الفرَّاء، وعبد الرحمن بن ياسر الجوبري، وخلق. سئل محمد بن طاهر المقدسي، عن أفضل من