قال الإمام أحمد بن حنبل: كان عبد الله بن إدريس نسيج وحده.
وقال ابن عرفة: ما رأيت بالكوفة أفضل منه.
وقال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين حجة.
وقال غيره: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه. عاش اثنتين وسبعين سنة.
وفيها علي بن ظبيان العبسي الكوفي القاضي، أبو الحسن ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم ولي قضاء القضاة، وروى عن أبي حنيفة وإسماعيل بن أبي خالد. وكان محمود الأحكام دينا متواضعاً، ضعيف الحديث.
وفيها الأمير الفضل بن يحيى البرمكي، أخو جعفر البرمكي، مات في السجن، وقد ولي أعمالاً جليلة. وكان أندى كفاً من جعفر مع كبر، وتيه.
له أخبار في السخاء المفرط، حتى إنه وصل مرة بعض أشراف العرب بخمسين ألف دينار. وفيها مفتي الأندلس وخطيب قرطبة صعصعة بن سلام الدمشقي.
أخذ عن الأوزاعي، ومالك، والكبار. أخذ عنه عبد الملك بن حبيب وجماعة.
[سنة ثلاث وتسعين ومئة]
فيها سار الرشيد إلى خراسان ليمهد قواعدها. وكان قد بعث في العام الماضي هرثمة بن أعين فقبض له على الأمير بن عيسى بن ماهان بحيلة