فيها انجفل الناس ببغداد، ووصلت السلجوقية إلى حلوان، يريدون العراق.
وفيها توفي تاج الأئمة، مقرئ الديار المصرية، أبو العباس أحمد بن علي ابن هاشم المصري، قر أعلى عمر بن عراك، وأبي عديّ، وجماعة. ثم رحل وقرأ على أبي الحسن الحمامي. توفي في شوال، في عشر السبعين.
وأبو إسحاق البرمكي، إبراهيم بن عمر البغدادي الحنبلي. روى عن القطيعي، وابن ماسي، وطائفة. قال الخطيب: كان صدوقاً ديّناً فقيهاً، على مذهب أحمد، وله حلقة للفتوى، توفي يوم التروية، وله أربع وثمانون سنة.
قلت تفقه على ابن بطة، وابن حامد.
وأبو سعيد السمَّان، إسماعيل بن علي الرازي الحافظ، سمع بالعراق ومكة ومصر والشام، وروى عن المخلّص وطبقته. قال الكتّاني: كان من الحفاظ الكبار، زاهداً عابداً يذهب إلى الاعتزال.
قلت: كان متبحراً في العلوم، وهو القائل: من لم يكتب الحديث، لم يتغرغر بحلاوة الإسلام، وله تصانيف كثيرة، يقال إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ، وكان رأساً في القراءات والحديث والفقه، بصيراً بمذهبي أبي حنيفة والشافعي، لكنه من رؤوس المعتزلة، وكان يقال أنه ما رأى مثل نفسه.