وتوفي في المحرّم، ووهم من قال توفي سنة إحدى وأربعين.
[سنة إحدى وأربعين وخمس مئة]
فيها حاصر زنكي قلعة جعبر. فوثب عليه ثلاثةٌ من غلمانه فقتلوه وتملّك الموصل بعده ابنه غازي. وتملّك حلب وغيرها ابنه الآخر نور الدين محمود.
وفيها أخذت الفرنج طرابلس المغرب بالسيف ثم عمروها.
وفيها توفي أبو البركات إسماعيل بن الشيخ أبي سعد أحمد بن محمد النيسابوي ثم البغداديّ شيخ الشيوخ، وله ستٌ وسبعون سنة. روى عن أبي القاسم بن البسري وطائفة. وكان مهيباً جليل القدر وقوراً متصوّفاً.
وحنبل بن علي أبو جعفر البخاري الصوفي رحل وسمع من شيخ الإسلام بهراة، وصحبه، وببغداد من أبي عبد الله النعالي، توفي بهراة في شوّال.
وزنكي الأتابك عماد الدين صاحب الموصل وحلب، ويعرف أبوه بالحاجب قسيم الدولة أقسنقر التركي. ولي شحنكيّة بغداد في آخر دولة المستظهر بالله، ثم نقل إلى الموصل، وسلّم إليه السلطان محمود ولده فرُّخشاه الملقّب بالخفاجي ليربيه، ولهذا قيل له أتابك. وكان فارساً شجاعاً ميمون النقيبة، شديد البأس، قوي المراس، عظيم الهيبة، فيه ظلمٌ وزعارة. ملك الموصل