الحارثي في ذي الحجة عن ستين سنة. حدث عن ابن البرهان، والنجيب، وابن علاق، وخلق. وكتب وصنف ورأس. وكان ديناً، صيناً، وافر الجلالة، فصيحاً، ذكياً، حكم سنتين ونصف. وكان من أئمة الحديث ومتقنيهم.
وخرّ في هذه الحدود خطيب غرناطة العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي حمزة المرسي من فوق المنبر يوم الجمعة، ومات فجأةً وله نيف وثمانون سنة. روى بالإجازة عن ابن سالم الكلاعي.
[سنة اثنتي عشرة وسبعمائة]
في المحرم ساق الأميران عز الدين الزردكاش وآخر إلى الأفرم نائب طرابلس الذي ناب بدمشق، وانضموا إلى نائب حلب قراسنقر، ثم ساقوا وأجارهم مهنا فبقوا عنده أياماً ثم خامروا إلى القآن خربندا فأقبل عليهم كثيراً وأقطعهم.
وولي السر بدمشق شرف الدين بن فضل الله، وقام مكانه بمصر علاء الدين ابن الأثير.
واحتيط على أموال أولئك الأمراء، وقطع خبز مهنا، وأمر مكانه أخوه الأمير محمد. وولي نيابة حلب سودي. وأخذ من دمشق نائبها جمال الدين أقوش على البريد في ربيع الأول.
وطلب قطب الدين السلامي إلى مصر فولي نظر الجيش وبها وولي قضاء الحنابلة بمصر تقي الدين أحمد بن القاضي بن عوض.