إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، مولى الجعفيين صاحب التصانيف. ولد سنة أربع وتسعين ومائة، وارتحل سنة عشر ومائتين، فسمع مكي بن إبراهيم وأبا عاصم النبيل، وخلائق عدتهم ألف شيخ، وكان من أوعية العلم، يتوقد ذكاء، ولم يخلف بعده مثله رحمة الله عليه.
وفيها يحيى بن حكيم البصري المقوم أبو سعيد الحافظ. سمع سفيان ابن عيينة وغندراً وطبقتهما. قال أبو داود: كان حافظاً متقناً.
[سنة سبع وخمسين ومئتين]
فيها وثب العلوي قائد الزنج على الأبلة فاستباحها وأحرقها، وقتل بها نحو ثلاثين ألفاً، فساق لحربه سعيد الحاجب، فالتقوا فانهزم سعيد. واستحر القتل بأصحابه. ثم دخلت الزنج البصرة، وخربوا الجامع، وقتلوا بها اثنتي عشر ألفا، فهرب باقي أهلها بأسواء حال، فخربت ودثرت. وفيها قتل توفيل طاغية الروم. قتله بسيل الصقلبي.
وفيها توفي المحدث المعمر، أبو علي ابن بن عرفة العبدي البغدادي المؤدب، وله مائة وسبع سنين. سمع إسماعيل بن عياش وطبقته، وكان يقول: كتب عني خمسة قرون. قال النسائي: لا بأس به.
وفيها زهير محمد بن قمير المروزي البغدادي الحافظ. سمع