صالح بن وصيف. وهم يقولون: قتل المعتز وأخذ أموال أمه. وأموال الكتاب. وصاحت العامة: يا فرعون. جاءك موسى. ثم هجم بمن معه على المهتدي بالله وأركبوه فرساً وانتهبوا القصر. ثم أدخلوا المهتدي دار باجور. وهو يقول: يا موسى. ويحك. ما تريد؟ فيقول: وتربة المتوكل لا نالك سوء. ثم حلفوه لا يمالئ صالح بن وصيف عليهم، وبايعوه. وطلبوا صالحاً ليناظروه على أفعاله فاختفى، وردوا المهتدي إلى داره، وبعد شهر قتل صالح.
وفي رجب قتل المتهدي بالله أمير المؤممنين، أبو إسحاق محمد بن الواثق بالله بن هارون بن المعتصم بالله محمد، بن الرشيد العباسي. وكانت دولته سنة. وعمر نحو ثمان وثلاثين سنة. وكان أسمر رقيقاً مليح الصورة ورعاً تقياً. متعبداً عادلاً فارساً شجاعاً، قوياً في أمر الله، خليقاً للإمارة، لكنه لم يجد ناصراً ولا معيناً على الخير وقيل: إنه سرد الصوم مدة إمارته. وكان يقتنع. بعض الليالي بخبز وخل وزيت، وكان يتشبه بعمر بن عبد العزيز.
وورد أنه كان له جبة صوف وكساء يتعبد في بالليل قد سد باب الملاهي والغناء. وحسم الأمراء على الظلم، وكان يجلس بنفسه لعمل حساب الدواوين بين يديه. ثم إن الأتراك خرجوا عليه، فلبس السلاح وشهر سيفه. وحمل عليهم فجرح. ثم أسروه وخلعوه، ثم قتلوه إلى رحمة الله ورضوانه، وأقاموا بعده المعتمد على الله.
وفيها توفي الزبير بن بكار الإمام أبو عبد الله الاسدي الزبيدي قاضي مكة، في ذي القعدة. سمع سفيان بن عيينة ومن بعده. وصنف كتاب النسب وغير ذلك.
وفيها ليلة عيد الفطر، الإمام حبر الإسلام، أبو عبد الله محمد بن