وقوام الدين بن زبادة يحيى بن سعيد بن هبة الله الواسطي ثم البغدادي.
صاحب ديوان الإنشاء ببغداد ومن انتهى إليه رئاسة الترسل مع معرفته بالفقه والأصول والكلام والنحو والشعر.
أخذ عن ابن الجواليقي وحدث عن علي بن الصباغ والقاضي الأرجاني.
وولي نظر واسط.
ثم ولي حجابة الحجاب.
ثم الأستاذ دارية وغير ذلك.
توفي في ذي الحجة.
[سنة خمس وتسعين وخمس مائة]
فيها بعث الخليفة خلع السلطنة إلى خوارزم شاه.
وفيها أخرج ابن الجوزي من سجن واسط وتلقاه الناس وبقي في المطمورة خمس سنين.
وفيها كانت فتنة الفخر الرازي صاحب التصانيف.
وذلك أنه قدم هراة ونال إكرامًا عظيمًا من الدولة.
فاشتد ذلك على الكرامية.
فاجتمع يومًا هو والقاضي الزاهد مجد الدين ابن القدوة فتناظرا ثم استطال فخر الدين علي ابن القدوة وشتمه وأهانه.
فلما كان من الغد جلس ابن عم مجد الدين فوعظ الناس وقال: {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} أيها الناس.
لا نقول إلا ماصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأما قول أرسطو وكفريات ابن سينا وفلسفة الفارابي فلا نعلمها.
فلأي شيء يشتم بالأمس شيخ من شيوخ الأسلام يذب عن دين الله وبكى فأبكى الناس.
وضجت الكرامية وثاروا من كل ناحية وحميت الفتنة.
فأرسل السلطان الجند وسكنهم.
وأمر الرازي بالخروج.
وفيها كانت بدمشق الحافظ عبد الغني.
وكان أمارًا بالمعروف داعية إلى السنة.
فقامت عليه الأشعرية وأفتنوا بقتله.
فأخرج من دمشق طريدًا.