وفيها مات العزيز صاحب مصر وأقيم ولده علي.
فاختلف الأمراء وكاتب بعضهم الأفضل.
فسار من صرخا إلى مصر وعمل نيابة السلطنة.
ثم سار بالجيوش ليأخذ دمشق من عمه فأحرق العادل الحواضر والنيرب.
ووقع الحصار.
ثم دخل الأفضل من باب السلامة وفرحت به العامة وحوصرت القلعة مدة.
وفيها توفي عبد الخالق بن هبة الله أبو محمد الحريمي بن البندار الزاهد.
روى عن ابن الحصين وجماعة.
قال ابن النجار: كان يشبه الصحابة.
مارأيت مثله.
توفي في ذي القعدة.
والملك العزيز أبو الفتح عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب مصر.
توفي في المحرم عن ثمان وعشرين سنة.
وكان شابًا مليحًا ظريف الشمائل قويًا ذا بطش وأيد وكرم وحياء وعفة.
بلغ من كرمه أنه لم يبق له خزانة وبلغ من عفته أنه كان له غلام بألف دينار فحل لباسه ثم وفق فتركه وأسرع إلى سرية له فافتضها.
وخرج وأمر الغلام بالتستر وأقيم بعده ابنه وهو مراهق.
وابن رشد الحفيد.
هو العلامة أبو الوليد محمد بن أحمد بن العلامة المفتي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي.
أدرك من حياة جده شهرًا سنة عشرين.
تفقه وبرع وسمع الحديث وأتقن الطب.
ثم أقبل على الكلام والفلسفة