وكان شامة بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه ومعروفه. روى عن أبي عثمان بن ملة وجماعة.
ولما ولاه المقتفي امتنع من لبس خلعة الحرير وحلف أنه لايلبسها.
وذا شي لا يفعله قضاة زماننا ولاخطباؤه.
كان مجلسه معمورًا بالعلماء والفقهاء والبحث وسماع الحديث.
شرح صحيحي البخاري ومسلم وألف كتاب العبادات في مذهب أحمد.
ومات شهيدًا مسمومًا في جمادى الأولى ووزر بعده شرف الدين أبو جعفر بن البلدي.
[سنة إحدى وستين وخمس مائة]
فيها ظهر ببغداد الرفض والسب وعظم الخطب.
وفيها خرجت الكرج في أرمينية وأذربيجان فقتلوا وسبوا.
وفيها أخذ نور الدين من الفرنج حصن المنيطرة.
وفيها توفي الرسمي الإمام أبو عبد الله الحسن بن العباس الإصبهاني الفقيه الشافعي مسند إصبهان.
سمع أبا عمرو بن مندة ومحمود الكوسج وطائفة.
وتفرد ورحل إليه.
وكان زاهدًا ورعًا خاشعًا بكاء فقيهًا مفتيًا محققًا تفقه به جماعة.
توفي في غرة صفر وقد استكمل ثلاثًا وتسعين سنة رحمه الله.
وعبد الله بن رفاعة بن غدير الفقيه أبو محمد السعدي المصري الشافعي الفرضي صاحب القاضي الخلعي.
توفي في ذي القعدة عن أربع وتسعين سنة كاملة.
وقد ولي القضاء بمصر ثم وأبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد المغربي الصنهاجي الفقيه الحافظ.
روى عن أبي الحسن الجذامي والقاضي عياض.
وكان عالمًا بالحديث وطرقه