الطلاّع القرطبي المالكيّ، مفتي الأندلس ومسندها، وله ثلاث وتسعون سنة.
روى عن يونس بن مغيث، ومّكيّ القيسي وخلق، وكان رأساً في العلم والعمل، قوَّالاً بالحق. رحل الناس إليه من الأقطار، لسماع " الموطَّأ " و " المدوَّنة ".
[سنة ثمان وتسعين وأربعمئة]
فيها توفي بركياروق، واستولى أخوه محمد بن ملكشاه على ممالكه.
وفيها التقى رضوان بن تتش والفرنج، فانكسر المسلمون وأصيبوا، وأخذت الفرنج حصن أرتاح.
وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف، ونجدهم طغتكين بألفين، فالتقوا بقرب عسقلان، وثبت الجمعان، حتى قتل من المسلمين فوق الألف، ومن الفرنج مثلهم، ثم تحاجزوا وتوادعوا الحرب.
وفيها توفي الحافظ أبو علي البرداني، أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي، عن اثنتين وسبعين سنة، في شوال، روى عن ابن غيلان، وأبي الحسن القزويني وطبقتهما. وكان بصيراً بالحديث، محققاً حجة.
وأبو بكر، أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، روى عن أبي بكر بن أبي علي وطائفة، وكان ثقة نبيلاً، حدّث قديماً.
وبركياروق: السلطان ركن الدين أبو المظفر بن السلطان ملكشاه السلجوقي، تملّك بعد أبيه، وجرت له حروب وفتن مع أخيه على السلطنة،