حازمًا شجاعًا مدبرًا خبيرًا.
توفي في شعبان وقد نيف على الثمانين وانخرم نظام بلده من بعده.
وابن الشيرجي الصدر نجم الدين مظفر بن محمد بن إلياس الأنصاري الدمشقي.
ولي تدريس العصرونية والوكالة.
وحدث عن الخشوعي وجماعة.
وولي أيضًا الحسبة ونظر الجامع.
توفي في آخر السنة.
ويوسف القميني الموله الذي يعتقد فيه العامة أنه ولي وحجتهم الكشف والكلام على الخواطر.
وهذا شيء يقع من الكاهن والراهب والمجنون الذي له قرين من الجن.
وقد كثر هذا في عصرنا والله المستعان.
وكان يوسف يتنجس ببوله ويمشي حافيًا ويأوي إلى قمين حمام نور الدين ولا يصلي.
[سنة ثمان وخمسين وست مائة]
في المحرم قطع هولاوو الفرات
ونهب نواحي حلب.
فراسل متوليها المعظم تورانشاه ابن السلطان صلاح الدين: بأنكم تضعفون عنا ونحن نقصد سلطانكم الناصر.
فاجعلوا لنا عندكم شحنة بالقلعة وشحنة بالبلد.
فإن انتصر عليها السلطان فاقتلوا الشحنتين أو ابقوهما وإن انتصرنا
فحلب والبلاد لنا ويكونون آمنين.
فأبى عليه تورانشاه فنزل على حلب في ثاني صفر فلم يصبح عليهم الصباح إلا وقد حفروا عليهم خندقًا عمق قامة وعرض أربعة أذرع.
وبنوا حائطًا ارتفاع خمسة أذرع ونصبوا عشرين منجنيقًا وألحوا بالرمي وشرعوا في نقب السور.
وفي تاسع صفر ركبوا الأسوار ووضعوا السيف يومهم ومن الغد.
وأحمى في حلب أماكن سلم فيها نحو خمسين ألفًا واستتر خلق وقتل أمم لا يحصون وبقي القتل والسبي خمسة أيام.
ثم نودي برفع السيف وأذن المؤذن يومئذ يوم الجمعة بالجامع وأقيمت الجمعة بأناس ثم أحاطوا بالقلعة وحاصروها.