الخلافة. ووكل بالدار خمسمائة. يمنعون من يدخل إليه، وبقي صاعد يقف في خدمته. ولكن ليس له حل ولا ربط. وأما ابن طولون فجمع الأمراء والقضاة وقال: قد نكث الموفق بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد، فخلعوه إلا القاضي بكار، قيده وحبسه وأمر بلعنة الموفق على المنابر.
وفيها توفي إبراهيم بن منقذ الخولاني المصري. صاحب ابن وهب. وكان ثقة.
وفيها الأمير عيسى بن الشيخ بن الذهلي، وكان قد ولي دمشق. فأظهر الخلاف في سنة خمس وخمسين. وأخذ الخزائن وغلب على دمشق. فجاء عسكر المعتمد، فالتقاهم ابنه ووزيره فهزمهم، وقتل ابنه وصلب وزيره. وهرب عيسى، ثم استولى على أمد وديار بكر مدة.
[سنة سبعين ومئتين]
فيها التقى المسلمون والخبيث فاستظهروا، ثم وقعة أخرى قتل فيها. وعجل الله بروحه إلى النار، واسمه علي بن محمد العبقسي، المدعي أنه علوي، ولقد طال قتال المسلمين معه، واجتمع مع الموفق نحو ثلاثمئة ألف مقاتل، أجناد ومطوعة، وفي آخر الأمر التجأ الخبيث إلى جبل، ثم تراجع هو وأصحابه إلى مدينهم، فحاربهم المسلمون. فانهزم الخبيث، وتبعهم أصحاب الموفق يأسرون ويقتلون، ثم استقبل هو وفرسانه، وجملوا على الناس فأزالوهم، فحمل عليه الموفق والتحم القتال، وإذا بفارس قد أقبل ورأس الخبيث في يده، فلم يصدقه، فعرفه جماعة من الناس، فحينئذ ترجل الموفق وابنه المعتضد والأمراء، فخروا لله سجداً وكبروا، وسار الموفق، فدخل