ونوشروان بن محمد بن خالد الوزير، أبو نصر القاشاني. وزر للمسترشد والسلطان محمود. وكان من عقلاء الرجال ودهاتهم، وفيه دينٌ وحلمٌ وجودٌ مع تشيّعٍ قليل. توفي في رمضان وقد شاخ.
وابو الحسن يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله ابن مغيث القرطبيّ العلاّمة، أحد الأئمة بالأندلس. كان رأساً في الفقه وفي الحديث، وفي الأنساب والأخبار، وفي علوّ الإسناد. روى عن أبي عمر بن الحذّاء، وحاتم بن محمد، والكبار. وتوفي في جمادى الآخرة عن خمس وثمانين سنة.
[سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة]
قال أبو الفرج بن الجوزي: فيها كانت زلزلةٌ عظيمة بجنزة أتت على مئة ألف وثلاثين ألفاً أهلكتهم. فسمعت شيخنا ابن ناصر يقول: جاء الخبر إنه خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود.
وأما ابن الأثير فذكر ذلك في سنة أربع الآتية وأنَّ الذين هلكوا مائتا ألف وثلاثون ألفاً.
وفيها اختلف السلطان سنجر وخوارزم شاه أتسز. فالتقيا، فانهزم خوارزم شاه وقتل ولده. وملك سنجر البلد. وأقام بها نائباً. فلما رجع جاء إليها خوارزم شاه فهرب النائب منه.
وفيها توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة