وفاطمة بنت عليّ بن المظفر بن زعبل، أمُّ الخير البغداديّة الأصل، النيسابوريّة المقرئة. روت " صحيح مسلم " و " غريب الخطّابي " عن أبي الحسن الفارسي. وعاشت سبعاً وتسعين سنة. وكانت تلقّن النساء. وقيل توفيت في العام المقبل.
وأبو الحسن الكرجيّ محمد بن عبد الملك الفقيه الشافعي، شيخ الكرج وعالمها ومفتيها.
قال ابن السمعانيّ: إمامٌ ورعٌ فقيه مفت محدَّثٌ أديبٌ. أفنى عمره في طلب العلم ونشره. وروى عن مكّي السلاّر وجماعة.
قلت: له قصيدةٌ مشهور في السنّة. توفي في شعبان في عشر الثمانين.
والراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله الهاشميّ العباسيّ. خطب له بولاية العهد أكثر أيام والده، وبويع بعده. وكان شاباً أبيض مليحاً تام الشكل، شديد البطش، شجاع النفس، حسن السيرة، جواداً كريماً شاعراً فصيحاً، لم تطل دولته. خرج من بغداد إلى الجزيرة وأذربيجان، فخلعوه لذنوبٍ ملفّقةٍ، فدخل مراغة وعسكر منها، وسار إلى أصبهان معه السلطان داود بن محمود، فحاصرها وتمرّض هناك. فوثب عليه جماعةٌ من الباطنية. قتلوه وقتلوا. وقيل قتلوه صائماً يوم سادس وعشرين رمضان، وله ثلاثون سنة. وخلّف نيّفاً وعشرين ابناً. وقد غزا أهل همذان وعبرها في أيام عزله، وظلم وعسف وقتل كغيره.