وهو مراهق.
فسمع من ابن شاتيل وطبقته وسمع بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمان بن أبي العجائز وطائفة.
وكتب الكثير.
وعني بالحديث ورحل إلى إصبهان وغيرها.
وكان موصوفًا بحسن القراءة وجودة الحفظ والفهم.
قال الضياء: كان حافظًا فقيهًا ذا فنون وصفة بالمروءة التامة والديانة المتيتة.
توفي في تاسع عشر شوال.
[سنة أربع عشرة وست مائة.]
فيها سار خوارزم شاه في أربع مائة ألف راكب إلى أن وصل همذان قاصدًا بغداد ليتملكها ويحكم على الناصر لدين الله.
فاستعد له الناصر وفرق الأموال والسلاح وراسله مع السهروردي فلم يلتفت عليه فحكى قال: دخلت إليه في خيمة عظيمة لم أر مثل دهليزها وهو من أطلس والأطناب حرير وفي الخدمة ملوك العجم وما وراء النهر.
وهو شاب له شعرات قاعد على تخت وعليه قباء يساوي خمسة دراهم.
وعلى رأسه قلنسوة جلد تساوي درهمًا.
فسلمت فما رد ولا أمرني بالجلوس.
فخطبت وذكرت فضل بني العباس وأطنبت في وصف الخليفة.
والترجمان يخبره.
فقال: قل له: هذا الذي تصفه ماهو في بغداد بل أنا أجيء وأقيم
خليفة هكذا.
ثم ردنا بلا جواب.
واتفق ان نزل همذان ثلج عظيم أهلك خيلهم.
وركب هو يومًا فعثر به فرسه فتطير وقلت الأقوات على جيوشه.
ولطف الله فردوا.
وفيها تخربت الفرنج على الملك العادل ونزلوا على عين جالوت وهوببيسان فأحرقها.
وتقهقر إلى عجلون ثم إلى الفوار.
فقطعت الفرنج الشريعة وتبعته وبيتوا اليزك وعاثوا في البلاد وتهيأ أهل دمشق للحصار واستحث العادل ملوك النواحي على النجدة وتأخر إلى مرج الصفر.
فرحعت الفرنج بالسبي والغنائم إلى نحو عكا وكانوا خمسة عشر ألفًا عليهم الهنكر