ابن بطّة، توفي في شعبان، وقد روى عن جماعة كثير ة بالعراق والشام ومصر.
وأبو عبد الله الصوُّري، محمد بن علي الحافظ، أحد أركان الحديث، توفي ببغداد، في جمادى الآخرة، وقد نيّف على الستين. روى عن ابن جميع، والحافظ عبد الغ ني المصري، ولزمه مدة، وأكثر عن المصريين والشاميين، ثم رحل إلى بغداد، ولقي بها ابن مخلد، صاحب الصفّار، وهذه الطبقة.
قال الخطيب: كان من أحرص الناس على الحديث، وأكثرهم كتباً، وأحسنهم معرفة به، لم يقدم علينا أفهم منه، وكان دقيق الخط، يكتب ثمانين سطراً في ثمن الكاغد الخراساني، وكان يسرد الصوم. وقال أبو الوليد الباجي: هو أحفظ من رأيناه. وقال أبو الحسين بن الطيوري: ما رأيت أحفظ من الصوري. وكان بفرد عين، وكان متفنناً، يعرف من كل علم، وقوله حجَّة، وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.
قلت: وله شعر فائق.
والسلطان مودود، صاحب غزنة ابن السلطان مسعود بن محمود ابن سبكتكين، وكانت دولته عشر سنين، ومات في رجب، وله تسع وعشرون سنة، وأقاموا بعده ولده وهو صبي صغير، ثم خلعوه.
[سنة اثنتين وأربعين وأربعمئة]
فيها عيّن ابن النسوي لشرطة بغداد، فاتفقت الكلمة في السنَّة والشّيعة، أنه متى ولي، نزحوا عن البلد، ووقع الصلح بهذا السبب بين الفريقين، وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة، وصلّوا في مساجد السنّة،