والقاضي أبو منصور بن شكرويه، محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني، توفي في شعبان، وله تسع وثمانون سنة، وهو آخر من روى عن أبي علي البغداديّ، وابن خرَّشيذ قوله، ورحل وأخذ بالبصرة، عن أبي عمر القاسمي بعض السنن أو كله، وفيه ضعف.
وأبو الخير، محمد بن أحمد بن عبد الله بن ورا الأصبهاني. روى عن عثمان البرجي وطبقته، وكان واعظاً زاهداً، أمَّ مدة بجامع أصبهان.
والطبسي، محمد بن أحمد بن أبي جعفر المحدّث، مؤلف كتاب " بستان العارفين " روى عن الحاكم وطائفة، توفي في رمضان، وكان صوفياً عابداً ثقة صاحب حديث.
[سنة ثلاث وثمانين وأربعمئة]
فيها كانت فتنة هائلة، لم يسمع بمثلها بين السنّة والرافضة، وقتل بينهم عدد كثير، وعجز والي البلد، واستظهرت السنَّة بكثرة من معهم من أعوان الخليفة، واستكانت الشّيعة وذلّوا، ولزموا التقيّة، وأجابوا إلى أن كتبوا على مساجد الكرخ: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر فاشتدّ البلاءُ على غوغائهم، وخرجوا عن عقولهم، واشتدّوا فنهبوا شارع ابن أبي عوف، ثم جرت أمور مزعجة، وعاد القتال، حتى بعث صدقة بن مزيد عسكراً تتبّعوا المفسدين، إلى أن فتر الشرّ قليلاً.
وفيها توفي خواهرزاده الحنفي، شيخ الطائفة بما وراء النهر، وهو أبو بكر بن محمد بن الحسين البخاري القديدي، روى عن منصور الكاغدي