مقداماً، جرى على سنن أبيه مدة، لم يلقب بأمير المؤمنين، وقتل جماعة صبراً، وصادر آخرين، ودانت له الملوك.
وابن حيدٍ، أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيدٍ النيسابوري التاجر، ويلقب بالشيخ المؤتمن. روى عن أبي الحسين الخفاف وجماعة، وكان ثقة، حدَّث بخراسان والعراق، وتوفي في صفر.
[سنة خمس وستين وأربعمئة]
فيها قتل ألب أرسلان، وتسلطن ابنه ملكشاه، فجاء قاروت بك بجيشه من كرمان، ليستولي على ممالك ألب أرسلان أخيه، فالتقاه ابن أخيه ملكشاه بناحية همذان، فانهزم جيش قاروت بك، وأسر هو، فخنقه ابن أخيه ملكشاه.
وفيها افترق جيش مصر، واقتتلوا عند كوم الرّيش، وكانت ملحمة مشهورة، وقتل نحو الأربعين ألفاً، ثم التقوا مرَّة ثانية، وكثر القتل في العبيد، وانتصر الأتراك، وضعف المستنصر، وأنفق خزائنه في رضاهم، وغلبت العبيد على الصعيد، ثم جرت لهم وقعات، وعاد الغلاء المفرط والوباء، ونهبت الجند دور العامة. قال ابن الأثير: اشتد الغلاء والوباء، حتى إنَّ أهل البيت، كانوا يموتون في ليلة، وحتى حكى أنَّ امرأة أكلت رغيفاً بألف دينار، فاستبعد ذلك، فقيل إنها باعت عروضاً لها ألف دينار، بثلاثمئة دينار، واشترت بها حملة قمح وحمله الحمّال على ظهره، فنهبت الحملة، فنهبت المرأة مع الناس، فحصل لها رغيف واحد.