قال ابن بشكوال: كان حافظاً للحديث وعلله، عارفاً برجاله، وبالجرح والتعديل، ثقةً، كتب الكثير، واختصّ بأبي عليّ الغسّاني، وله تصانيف في الرجال، توفي في صفر.
قلت: عاش ثمانياً وسبعين سنة.
وابن صدقة الوزير أبو عليّ الحسن بن عليّ بن صدقة، جلال الدين وزير المسترشد. كان ذا حزمٍ وعقل ودهاءٍ ورأيٍ وأدبٍ وفضلٍ، توفي في رجب.
[سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة]
فيها ولي الوزارة عليّ بن طرّاد للمسترشد بالله وصمّمم الخليفة على أن لا يوليّ دبيساً شيئاً، وأصلح زنكي نفسه بأن يحمل للسلطان في السنة مئة ألف دينار وخيلاً وثياباً فأقرّه.
وفيها في رمضان هجم دبيس بنواحي بغداد ودخل الحلّة، وبعث إلى المسترشد يقول: إن رضيت عنّي رددت أضعاف ما ذهب من الأموال. فقصه عسكر محمود، دخل البريّة بعد أن أخذ من العراق نحو خمس مئة ألف دينار.
وفيها أخذ زنكي حماة من بوري بن طغتكين وأسر صاحبها سونج بن بوري. ثم نازل حمص فلم يقدر عليها. فأخذ مع سونج وردّ إلى الموصل. فاشتري بوري بن طغتكين ولده سونج منه بخمسين ألف دينار، ثم لم يتمّ ذلك. فمقت الناس زنكي على غدره وعسفه.