إمام الجامع، ونائب الحكم، ومحدّث البلد. روى عن خيثمة، وعلي بن أبي العقب. وجماعة. قال الكتّاني: كان ثقة مأنوناً، توفي في صفر.
[سنة ثماني عشرة وأربعمئة]
فيها اجتمعت الحاشية ببغداد، وصمموا على الخليفة، حتى عزل أبا كاليجار، وأعيدت الخطبة لجلال الدولة أبي طاهر.
وفيها ورد كتاب الملك محمود بن سبكتكين، بما فتحه من بلاد الهند، وكسره صنم سومنات، وأنهم فتنوا به، وكانوا يأتون إليه من كل فج عميق، يقرّبون له القرابين، حتى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية، وامتلأت خزانة الصنم بالأموال، وله ألف نفس يخدمونه، وثلاثمئة يحلقون رؤوس حجابه. وثلاثمئة رجل وخمسمئة امرأة يغنون، فاستخار العبد الله في الانتداب له، ونهض في شعبان سنة ست عشرة وأربعمئة، في ثلاثين ألف فارس، سوى المطوِّعة، ووصلنا بلد الصنم، وملكنا البلد، وأوقدت النيران على الصنم، حتى تقطع، وقتلنا خمسين ألفاً من أهل البلد.
وفيها قدم جلال الدولة ببغداد، وتلقّاه الخليفة، ونزل بدار السلطنة. ولم يسر من بغداد ركبٌ.
وفيها توفي أبو إسحاق الاسفراييني، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، الأصولي المتكلم الشافعي، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف. روى عن دعلج وطبقته، وأملى مجالس، وكان شيخ خراسان في زمانه. توفي يوم عاشوراء، وقد نيَّف على الثمانين.