المصري، مفتي الديار المصرية، تفقه بالشافعي وأشهب، وروى عن ابن وهب وعدة. قال ابن خزيمة: ما رأيت أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين منه.
قلت: توفي في نصف ذي القعدة. وله مصنفات كثيرة.
[سنة تسع وستين ومئتين]
فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث، وحصروه في قصره. فأصاب الموفق سهم فتألم منه. ورجع بالجيش حتى عوفي فحصن الخبيث مدينته وبنى ما تهدم.
وفيها تخيل المعتمد على الله من أخيه الموفق، ولا ريب في أنه كان مقهوراً مع الموفق. فكاتب أحمد بن طولون واتفقا، وسافر المعتمد في خواصه من سامر يريد اللحاق بإبن طولون. في صورة متنزه متصيد. فجاء كتاب الموفق إلى إسحاق بن ككلح يقول: متى تفق ابن طولون المعتمد لم تعق منكم باقية، وكان إسحاق على نصيبين في أربعة آلاف، فبادر إلى الموصل، فإذا بحرقات المعتمد وأمراؤه فوكل بهم، وتلقى المعتمد بين الموصل والحديثة، فقال: يا إسحاق، لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل؟ فقال: أخوك يا أمير المؤمنين في وجه العدو، وأنت تخرج عن مستقرك. فمتى علم رجع عن قتال الخبيث، عدوك على دار آبائك. ثم كلم المعتمد بكلام قوي ووكل به وساقه وأصحابه إلى سامرا، فتلقاه صاعد كاتب الموفق. وتسلمه من إسحاق، فأنزله في دار أحمد بن الخصيب، ومنعه من دخول دار