وصنّف وحدّث عن أبي حسّان المزكّي، وعلي بن بشرى اللّيثي وطبقتهما، ورحل إلى بغداد وأصبهان. قال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً، ولا أحسن ضبطاً منه، توفي بنيسابور، في جمادى الأولى.
[سنة ثمان وسبعين وأربعمئة]
فيها أخذ الأذفنش لعنه الله، مدينة طليلطلة، من الأندلس، بعد حصار سبع سنين، فطغى وتمرّد، وحملت إليه الضريبة، ملوك الأندلس، حتى المعتمد بن عبّاد، ثم استعان المعتمد على حربه، بالملَّثمين، وأدخلهم الأندلس.
وفيها قدم أمير الجيوش، فحاصر تتش بدمشق، فلم يقدر عليها، وردَّ.
وفيها ثارت الفتنة ببغداد، بين الرافضة والناس، واقتتلوا وأحرقت أماكن.
وفيها توفي أبو العباس العذري، أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث الأندلسي الدَّلائي - ودلاية من عمل المريّة - كان حافظاً محدّثاً متقناً، مات في شعبان وله خمس وثمانون سنة ثمان وأربعمئة مع أبويه فجاوزوا ثمانية أعوام، وصحب هو أباذرّ، فتخرَّج به، وروى عن أبي الحسن بن جهضم وطائفة، ومن جلالته، أن إمامي الأندلس: ابن عبد البرّ، وابن حزم، رويا عنه. وله كتاب " دلائل النبوّة ".
وأبو سعد المتولي، عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري، شيخ الشافعية، وتلميذ القاضي حسين، وهو صاحب " التتمة " تمّم به " الإبانة " لشيخه أبي القاسم الفوراني، وقد درّس أياماً بالنظامية، بعد الشيخ أبي إسحاق، ثم صرف بابن الصبّاغ، ثم وليها بعد ابن الصباغ، ومات كهلاً.