[سنة تسع وسبعين وست مائة]
في صفر خرج الملك الكامل سنقر الأشقر فنزل على الجسورة وأنفق في العسكر واستخدم
وحضر إليه عيسى بن مهنا وأحمد بن حجي بعرب الشام.
وجاء صاحب حماة وعسكر الأطراف.
وجاء من جهة السلطان الملك المنصور عسكر عليهم علم الدين الحلبي الكبير.
فالتقوا وقاتل سنقر الأشقر بنفسه وثبت لكن خامر عليه أكثر جموعه وخذلوه وبقي في طائفة قليلة.
فانصرف ولم يتبعه أحد وسلك الدرب الكبيرغلى القطيفة ونزل المصريون في خيام الشاميين وحكم الحلبي بدمشق وسار ابن مهنا بسنقر الأشقر إلى أرض الرحبة وباشر نيابة دمشق بكتوت العلائي أيامًا ثم جاء تقليد بها لحسام الدين لاجين المنصوري.
ووقع الصفح من السلطان عن كل من قام مع سنقر الأشقر ثم توجه هو إلى صهيون فاستولى عليها وعلى برزية وبلاطنس وعكار وشيزر.
وأعطى شيزر الحاج أزدمر الشهيد.
ثم بعد أيام وصلت التتارإلى حلب فعاثوا وبذلوا السيف بها ورموا النار في المدارس وأحرقوا منبر الجامع وأقاموا بالبلد يومين ثم استاقوا المواشي والغنائم.
وفي آخر السنة سار السلطان إلى الشام غازيًا فنزل قريبًا من عكا فخضع له أهلها وراسلوه في الهدنة وجاء إلى خدمته عيسى بن مهنا فصفح عنه وأكرمه.
وفيها توفي التقي عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي المقدسي الحنبلي في ثامن شعبان وقد نيف على السبعين.
تفقه على التقي بن العز ومهر في المذهب وسمع من موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وعني بالسنة وجمع فيها وناظر الخصوم وكفرهم.
وكان صاحب حزبية وتحرق على الأشعرية.
فرموه بالتجسيم.
ثم كان منابذًا لأصحابه الحنابلة.
وفيه