ومات بمصر الحافظ العلامة المتفنن فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد ابن محمد بن سيد الناس اليعمري في شعبان عن ثلاث وستين سنة. روى عن العز، وغازي، وابن الأنماطي، وخلق. وخرج، ورحل، وجمع، وصنف. وله النظم والنثر، ومعرفة السير والرجال، واللغة، وبراعة الخط. وتوفي فجأة وله إجازة النجيب وجماعة.
ومات الصاحب شمس الدين غبريال المسلماني بمصر في عشر الثمانين، يقال: أدى ألفي ألف درهم، وأهين وصودر أهله من بعده. وكان صدراً، محتشماً، نبيلاً، محباً للستر على الناس، قليل الشر والأذى، لولا ما وقع في أيامه من زغل الذهب، وتأذى الناس بذلك. وامتدت أيامه بدمشق في سعادة وتنعم. وكان يحب أصحاب ابن تيمية كثيراً ويذب عنهم.
ومات بمصر وكيل بيت المال المعمر المفتي مجد الدين حرمي بن قاسم الفاقوسي مدرس قبة الشافعي. مات في عشر التسعين.
وفي رمضان أوذي قاضي القضاة ابن جملة. وقاموا عليه، وهدد، وأهين، وعزل، وحبس بالقلعة بضعة عشر شهراً. وأخذ المنصب شهاب الدين بن المجد عبد الله.
وعزل من السر شرف الدين أبو بكر، وجاء على السر جمال الدين عبد الله بن كمال الدين محمد بن الأثير الفقيه، شاب عاقل دين.
[سنة خمس وثلاثين وسبعمائة]
استعفى علاء الدين علي بن الشهاب بن السلعوس من ضمانة الدواوين، فولي