وأبو موسى المديني محمد بن أبي بكر عمر بن أحمد بن غانم البرجي وجماعة من أصحاب أبي نعيم.
ولم يخلف بعده مثله.
مات في جمادى الأولى.
وكان مع براعته في الحفظ والرجال صاحب ورع وعبادة وجلالة وتقى.
[سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة]
قال العماد الكاتب: أجمع المنجمون في هذا العام في جميع البلاد على خراب العالم في شعبان عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح وخوفوا بذلك ملوك الأعاجم والروم.
فشرعوا في حفر مغارات ونقلوا إليها الماء والأزواد وتهيأوا.
فلما كانت الليلة التي عينها المنجمون لمثل ريح عاد ونحن جلوس عند السلطان والشموع توقد فلا تتحرك ولم نر ليلة مثل ركودها.
وقال محمد بن القادسي: فرش الرماد في أسواق بغداد وعلقت المسوح يوم عاشوراء وناح أهل الكرخ وتعدى الأمر إلى سب الصحابة.
وكانوا يصيحون: ما بقي كتمان.
وكان ذلك منسوبًا إلى مجد الدين ابن الصاحب أستاذ الدار.
وقال غيره: تمت فتنة ببغداد قتل فيها خلق من الرافضة والسنة.
وفيها توفي العلامة عبد الله بن بري أبو محمد المقدسي ثم المصري النحوي صاحب التصانيف وله ثلاث وثمانون سنة.
روى عن أبي صادق المديني وطائفة وانتهى إليه علم العربية في زمانه.
وقصد من البلاد لتحقيقه وتبحره ومع ذلك فله حكايات في التغفل وسذاجة الطبع.
كان يلبس الثياب الفاخرة ويأخذ في كمه العنب مع الحطب والبيض فيقطر على رجله ماء العنب