للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي وله ثلاث وستون سنة وكانت خلافته اثنتين وعشرين سنة. وكانت أمة بربرية. وكان طويلاً مهيباً أسمرَ خفيف اللحية. رحب الجبهة. كأن عينيه لسانان ناطقان، تقبله النُفوس. وكان يُخالط أبهة الملك بزي أولي النسك. ذا حزمٍ وعزمٍ ودهاءٍ ورأي وشجاعة وعَقْل. وفيه جبروت وظلم.

وفيها مات طاغية الروم قسطنطين بن إليون عليه اللعنة.

[سنة تسع وخمسين ومئة]

فيها ألحّ المهدي على ولي العهد عيسى بن موسى بكل ممكن، بالرغبة والرهبة، في خلع نفسه، ليولي العهد لولده موسى الهادي فأجاب خوفاً على نفسه. فأعطاه المهدى عشرة آلاف ألف درهم وإقطاعات.

وفيها تُوفي الإمام أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث ابن أبي ذئب هشام بن شعبة القرشي العامري المدني الفقيه.

ومولده سنة ثمانين. روى عن عكْرمة ونافع وخلق.

قال أحمد بن حنبل: كان يشبه بسعيد بن المسيب. وما خلَفَ مثله. كان أفضل من مالك إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال.

وقال الواقدي: كان ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، فلو قيل إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الإجتهاد. وأخبرني أخوه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. ثم سرده. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت. وكان من رجال العالم صرامة وقولاً بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>