وصودر وضرب حتى هلك، وكان ولي نظر الشام. وعنده عقل، وسكون، وعفة.
وفي هذا العام قصد عرب البحرين التغلب على البصرة، فالتقاهم عسكرها المغل فعجزوا عنهم، فأمدهم صاحب بغداد الشيخ حسن الكبير بالأمير فواز بن مهنا، فالتقاهم وهزمهم وأسر منهم طائفة من الرجال والنساء، بعد أن قتل من الفريقين عدد كثير ثم منّ عليهم فواز وأطلق النساء.
[سنة ست وخمسين وسبعمائة]
استهلت وسطان الإسلام الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون. وخليفة الوقت المعتضد بالله بن المستكفي العباسي.
وفي هذا العام أخذ الفرنج أطرابلس المغرب يوم الجمعة غدراً، وهو أنهم دخلوا البلد قبل ذلك بهيئة التجار، فلما اطمأن بهم الوقت خرجوا على الناس يوم الجمعة وبذلوا السيف فقتلوا وأسروا، ثم استنقذها المسلمون بعد ذلك ولله الحمد.
وفي ربيع الآخر
أمطرت السماء برداً شظايا بأرض الروم، أهلكت نحو مائة وخمسين قرية، فجعلتها حصيداً. وكان وزن الواحدة من ذلك نحو رطل وثلث بالحلبي، وذلك في نيسان. وفيها جاء الجراد إلى الشام فأهلك جملة من الأشجار وغيرها.