فيها وقة جيَّان بالأندلس، أقبل الإذفونش في جموع عظيمة، فالتقاه المسلمون فانهزموا. ثم تراجع الناس وثبتوا ونزل النصر، فانزم الملاعين. وقتل منهم خلق عظيم، وكان ملحمةً كبرى.
وفي عاشر رمضان قتل نظام الملك.
وفيها أخذت خفاجة ركب العراق، وكان الحريق العظيم ببغداد، فاحترق من الناس عدد كثير، واحترق عدة أسواق كبار، من الظهر إلى العصر.
وفيها توفي أبو الفضل، جعفر بن يحيى الحكّاك، محدّث مكة، وكان متقناً، حجّة صالحاً. روى عن أبي ذرّ الهروي وطائفة، وعاش سبعين سنة.
ونظام الملك، الوزير أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، قوام الدين، كان من جلَّة الوزراء، ذكره أبو سعد السمعاني فقال: كعبة المجد، ومنبع الجود، كان مجلسه عامراً بالقرّاء والفقهاء، أنشأ المدارس بالأمصار، ورغب في العلم، وأملى وحدَّث، وعاش ثمانياً وسبعين سنة، أتاه شاب صوفيّ الشكل من الباطنية، ليلة عاشر رمضان، فناوله قصّة، ثم ضربه بسكين في صدره، قضى عليه، فيقال إنّ ملكشاه، دسّ عليه هذا، فالله أعلم.
وأبو عبد الله بن المرابط، قاضي المريّة وعالمها محمد بن خلف بن سعيد الأندلسي، روى عن المهلَّب بن أبي صفرة وجماعة، وصنّف شرحاً للبخاري، وكان رأساً في مذهب مالك، ارتحل الناس إليه، وتوفي في شوال.
وأبو بكر الشاشي، محمد بن علي بن حامد الفقيه، شيخ الشافعية،