وأبو الكرم الشهرزوري المبارك بن الحسن البغدادي شيخ المقرئين ومصنف المصباح في العشرة. كان صالحاً خيراً، قرأ عليه خلق كثير. أجاز له أبو الغنائم بن المأمون والصريفيني وطائفة. وسمع من إسماعيل بن مسعدة ورزق الله التميمي. وقرأالقراءات على عبد السيد بن عتاب، وعبد القاهر العباسي، وطائفة. وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات. وتوفي في ذي الحجة.
ومجلي بن جميع قاضي القضاة بالديار المصرية أبو المعالي القرشي المخزومي الشافعي. ولي بتفويض العادل ابن السلار، وله كتاب الذخائر في المذهب من المصنفات المعتبرة. توفي في ذي القعدة.
[سنة إحدى وخمسين وخمس مئة]
كان السلطان سليمان شاه بن محمد ملكشاه السلجوقي قد قدم بغداد في آخر سنة خمسين. فتلقاه الوزير عون الدين. ولم يترجل أحد منهما للآخر، ولم يحتفل لمجيئه، لتمكن الخليفة وقوة دولته وكثرة جيوشه وهيبته. فاستدعي في نصف المحرم إلى باب الخليفة المقتفي وحلف وقلد السلطنة. وذكر في الخطبة بعد السلطان سنجر. وقرر أنه ليس له في العراق شيء إلا ما يفتحه من خراسان. فقدم للمقتفي عشرين ألف دينار له ومايتي كر. ثم سار المقتفي وفي خدمته سليمان شاه إلى حلوان، ثم بعث المقتفي مع سليمان شاه جيشًا.
وفي رمضان هرب سنجر من يد الغز وطلع إلى قلعة ترمذ وانكسرت سورة العز بموت كبيرهم علي بك وتسربت الأجناد إلى خدمة سنجر الغز أكثر من ثلاث سنين.
وكان خوارزم شاه أتسز والخاقان محمود ابن أخت سنجر يحاربان الغز والحرب سجال بينهم.