القراءات وتفرد بالسماع من وأبو الفضل بن الشهرزوري قاضي القضاة كمال الدين محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر الموصلي الشافعي.
ولد سنة إحدى وتسعين وأربع مائة.
وتفقه ببغداد على أسعد الميهني وسمع من نور الهدى الزينبي وبالموصل من جده لأمه على بن طوق.
وولي قضاء بلده لأتابك زنكي.
ثم وفد على نور الدين فبالغ في تبجيله وركن إليه وصار قاضيه ووزيره ومشيره ومن جلالته أن السلطان صلاح الدين لما أخذ دمشق وتمنعت عليه القلعة أيامًا مشى إلى دار القاضي كمال الدين.
فانزعج وخرج لتلقيه.
فدخل وجلس.
وقال: طب نفسًا فالأمر أمرك والبلد بلدك.
توفي في سادس المحرم وهو من بيت قضاء وفقه.
وأبو الفتح نصر بن سيار بن صاعد بن سيار الكتاني الهروي الحنفي القاضي شرف الدين.
كان بصيرًا بالمذهب مناظرًا دينًا متواضعًا.
سمع الكثير من جده القاضي أبي العلاء والقاضي أبي عامر الأزدي ومحمد بن العميري والكبار وتفرد في زمانه.
وعاش سبعًا وتسعين سنة.
توفي في يوم عاشوراء.
وهو آخر من روى [جامع الترمذي] عن أبي عامر.
[سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة]
فيها وقعة الرملة.
سارصلاح الدين من مصر فسبى وغنم ببلاد عسقلان.
وسار إلى الرملة فالتقى الفرنج فحملوا على المسلمين فهزموهم.
وبيت السلطان وابن أخيه تقي الدين عمر.
ودخل الليل واحتوت الفرنج على المعسكر بما فيه.
وتمزق العسكر وعطشوا في الرمال واستشهد جماعة وتحيز صلاح الدين ونجا ولله الحمد وقتل ولد لتقي الدين عمر وله عشرون سنة