جاء بطيبة سيل عظيم أخذ الجمال، وعشرين فرساً، وخرب أماكن. وقدم إلى باب السلطان أمير العرب مهنا فأكرم وأعطي ذهباً كثيراً، وعقاراً. وولي الوكالة نجم الدين بن أبي الطيب. ونظر الجامع عز الدين بن منجا. ونقل إلى الحسبة عماد الدين بن الشيرازي، وخلع عليهم يوم عرفة بالطرحات.
وألزم النصارى واليهود بالعمائم الزرق والصفر ببغداد، وهدمت بها كنائسهم، فأسلم رأس اليهود سديد الدولة. وأسقط ببغداد مكوس ومغارم، ودعا المسلمون للوزير محمد بن الرشيد.
ومات بمصر المعمر قاضي القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الأذرعي المشهور بالزرعي الشافعي الذي ولي قضاء مصر سنة، ثم قضاء دمشق بعد ابن صصرى. وكان مليح الشكل، وافر الحرمة، قليل العلم. لكنه حكام. درس بأماكن. توفي في صفر عن تسع وثمانين سنة. روى عن ابن عبد الدايم وجماعة.
ومات الأمير شهاب الدين قرطاي المنصوري الذي ناب بطرابلس وتوفي بدمشق في صفر.
ومات الشيخ الضال محمد بن عبد الرحمن السيوفي صاحب ابن سبعين. هلك به جماعة.
ومات بحماة الفقيه القدوة الولي نجم الدين عبد الرحمن بن الحسن اللخمي القبابي الحنبلي الزاهد، عن ست وستين سنة. وحمل على الرؤوس.