وكان إماماً في العربية، مشاوراً في الأحكام، عاش ثلاثاً وتسعين سنة، وتغيّر ذهنه يسيراً قبل موته بثلاثة أعوام، ومات في جمادى الأولى.
وفيها أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي، قدم بغداد، وحدّث بها عن جدّه، وعن جدّ أبيه، وثّقه أبو حازم العبدوي، ومات في رمضان.
وفيها أبو الحسن الكرخي، شيخ الحنفية بالعراق، واسمه عبيد الله بن حسين بن دلال. روى عن إسماعيل القاضي وغيره، وعاش ثمانين سنة، انتهت إليه رئاسة المذهب، وخرج له أصحاب أئمة، وكان قانعاً متعفّفاً عابداً صوّاماً كبير القدر رحمه الله.
[سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة]
فيها اطلع الوزير المهلَّبي، على جماعة من التناسخية، فيهم رجل يزعم أن روح عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه انتقلت إليه، وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها، وآخر يدّعي أنه جبريل، فضربهم فتعزُّوا بالانتماء إلى أهل البيت، وكان ابن بويه شيعياً، فأمر بإطلاقهم.