للحاكم، وعزل بعد ستة أشهر، ولما همّوا بالقبض عليه من دار العقيقي وكان نازلاً بها، عبأ أصحابه، ووقع القتال بالبلد بين الفريقين إلى العتمة، وقتل جماعة، ثم طلع لولو من سطح واختفى، فنودي عليه في البلد: من جاء به، فله ألف دينار، فدلّ عليه رجل وحبس، فجاء أمر الحاكم بقتله، فقتل.
وابن وجه الجنة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزاز، شيخ ابن حزم، روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة، وكان عدلاً صالحاً.
[سنة ثلاث وأربعمئة]
فيها أخذ الركب العراقي وتسمى نوبة واقصة، نزل فليتة الخفاجي - قبحه الله - في ستمئة بواقصة، فغوّر المياه، وطرح الحنظل في الآبار، فلما جاء الركب إلى العقبة، حبسهم ومنهم العبور، إلا بخمسين ألف دينار، فخافوا وضعفوا وعطشوا، فهجم الملعون عليهم، فلم يكن عدهم منعة، وسلّموا أنفسهم، فاحتوى على الجمال بالأحمال واستاقها، وهلك الركب إلا القليل، فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان، فأمر فخر الملك الوزير علي بن مزيد، فصار فأدركهم بناحية البصرة، فظفر بهم، وقتل طائفة كبيرة، وأسر والد فليتة والأشتر، وأربعة عشر رجلاً، ووجدوا أموال الناس قد تمزقت، فانتزع ما أمكنه، فعطشوا الأسرى على جانب دجلة، يرون الماء ولا يسقون، حتى هلكوا.
وفيها توفي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري البغدادي،