فيها عرفت سنجار، وانهدم سورها، وهلك خلق، وجرّ السيل باب المدينة مسيرة مرحلة، فطمّة السيل ثم انكشف بعد سنين. وسلم طفلٌ في سرير تعلّق بزيتونةٍ ثم عاش وكبر.
وفيها ترحّلت العساكر عن حصار الباطنيّة بالألموت لمّا بلغهم موت السلطان محمد.
فتوفي السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن طغربك بن ميكائيل ابن سلجوق التركيُّ، غياث الدين، أبو شجاع. كان فارساً شجاعاً فحلاً ذا برٍّ ومعروف. استقل بالملك بعد موت أخيه بركياروق وقد تمّت لهما حروبٌ عديدة. وخفق محمدٌ أربعةً قد ولّوا السلطنة: محمود ومسعود وطغريك وسليمان.
ودفن في ذي الحجة بإصبهان في مدرسة عظيمةٍ للحنفية. وقام بعده ابنه محمود ابن أربع عشرة سنة ففرّق الأموال. وقد خلّف محمد أحد عشر ألف ألف دينار سوى ما يناسبها من الحواصل وعاش ثمانياً وثلاثين سنة. سامحه الله.
وفيها توفي أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليوسفيُّ البغداديُّ، راوي " سنن الدارقطني " عن أبي بكر بن بشران، عنه. وكان رئيساً وافر الجلالة. توفي في شوّال عن ست وسبعين سنة.
وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي - وبرج من قرى إصبهان - سمع أبا نعيم الحافظ، وأجاز له أبو عليّ بن شاذان، والحسين الجمّال. توفي في ذي القعدة عن أربعٍ وتسعين سنة، وكان صدوقاً.