وصاحب التصانيف. كان إماماً علاّمة، ورعاً صالحاً، وافر العقل، غزير العلم، حسن المحاضرة، جيّد النظم تفقّه على القاضي أبي يعلى، وحدّث عن الجوهريّ، وتخرّج به أئمةٌ. توفي في جمادى الآخرة عن ثمان وسبعين سنة.
والحنّائي أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الدمشقي، من بيت الحديث والعدالة. سمع أباه أبا القاسم، ومحمداً وأحمد ابني عبد الرحمان بن أبي نصر، وابن سعدان، وطائفة: توفي في جمادى الآخرة ع سبع وسبعين سنة.
وأبي النَّرسي أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون الكوفيُّ الحافظ. روى عن محمد بن علي بن عبد الرحمان العلوي وطبقته بالكوفة. وعن أبي إسحاق البرمكيّ وطبقته ببغداد. وناب في خطابة الكوفة. وكان يقول: ما بالكوفة من أهل السنة والحديث إلا أنا.
وقال ابن ناصر: كان حافظاً متقناً ما رأينا مثله. كان يتهجّد ويقوم الليل.
وكان أبو عامر العبدريّ يثني عليه ويقول: ختم به هذا الشأن. توفي في شعبان عن ستٍ وثمانين سنة، ولقّب أبيّاً لجودة قراءته. وكان ينسخ ويتعفّف.
وأبو بكر السمعانيُّ محمد ابن العلامة أبي المظفّر منصور بن محمد التميمي المروزيّ الحافظ، والد الحافظ أبي سعد. كان بارعاً في الحديث ومعرفته والفقه ودقائقه، والأدب وفنونه، والتاريخ، والوعظ. روى عن محمد بن أبي عمران الصفّار، ورحل فسمع ببغداد من ثابت بن بندار وطبقته، وبنيسابور من نصر الله الخشناميّ وطبقته، وبإصبهان والكوفة والحجاز، وأملى الكثير وتقدم على أقرانه، وعاش ثلاثاً وأربعين سنة.