وأبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، روى بمصر ودمشق عن أبي الحسن الحلبي، ومحمد بن أحمد الأخميمي وطبقتهما، توفي في جمادى الأولى بمصر، وله ست وسبعون سنة، وثّقه الكتّاني وغيره. ومقرئ مصر، أبو الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي، شيخ ابن الفحام، قرأ القراءات على السوسنجردي، وابن الحمّامي، وجماعة.
وروي الحديث.
[سنة اثنتين وستين وأربعمئة]
فيها أقبلت جيوش الروم، فنزلوا على منبج واستباحواها، وأسرعوا الكرّة، لفرط القحط، أبيع فيهم رطل الخبز بدينار.
وفيها أقيمت الخطبة العباسيّة بالحجاز، وقطعت خطبة المصريين، لآشتغالهم بما هم من القحط والوباء، الذي لم يسمع في الدهور بمثله، وكاد الخراب يستولي على وادي مصر، حتى إن صاحب " مرآة الزمان "، نقل شيئاً الله أعلم بصحّته، أن امرأة خرجت وبيدها مدّ جوهر، فقالت من يأخذه بمدّ برّ، فلم يلتفت إليها أحد، فألقته في الطريق وقالت هذا ما نفعني وقت الحاجة، فلا أريده، فلم يلتفت أحد إليه.
ولما جاءت البشارة بإقامة الدعوة بمكة، أرسل السلطان ألب أرسلان إلى صاحبها، محمد بن أبي هاشم، ثلاثين ألف دينار وخلعاً.
وفيها توفي القاضي حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي المروزي