وفيها، أو في حدودها، شبيب بن شيبة المنقري البصري. وكان فصيحاً بليغاً أخبارياً. روى عن الحسن وابن سيرين.
وأبو سفيان حرب بن شريح المنقري البصري البزار، روى عن ابن أبي مليكة وجماعة.
قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وأبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني القاص، عن سن عالية.
رأى أبا سعيد الخدري. وروى عن السائب بن يزيد وجماعة.
قال ابن سعد: كان من أهل الفضل والنسك، يعظ ويذكر.
قلت: آخر من روى عنه كامل بن طلحة.
[سنة ثلاث وستين ومئة]
فيها قتل المهدي جماعة من الزنادقة. وصرف همته إلى تتبعهم، وأتى بكتب من كتبهم فقطعت بحضرته بحلب.
وفيها بالغ سعيد الجرشي في حصار عطاء المقنع. فلما أحس الملعون بالغلبة استعمل سما وسقى نساءه. فأهلكهم الله. ودخل المسلمون الحصن فقطعوا رأسه ووجهوا به إلى المهدي. فوافاه بحلب.
وكان يقول بالتناسخ، وأن الله تحول إلى صورة آدم، ولذلك سجدت له الملائكة، ثم تحول إلى صورة نوح، ثم إلى غيره من الأنبياء والحكماء، ثم إلى صورة أبي مسلم الخراساني، ثم إلى صورته، تعالى الله عن قوله علواً كبيراً. فعبده خلق وقاتلوا دونه مع ما عاينوا من قبح صورته وعوره ولكنته وقصره. وكان قد اتخذ وجهاً من ذهب ولذلك قيل له المقنع، واستغواهم بالسحر، وأطمع لهم قمراً يرى من مسيرة شهرين. كما قيل: