الفزاري أمير العراقين لمروان، وله خمس وأربعون سنة. وكان طويلاً شهماً شجاعاً خطيباً مفوهاً جواداً، مفرط الأكل واقع بني العباس فهزموه. فتحصن بواسط. فحاصره أبو جعفر المنصور أخو السفاح مدة ثم آمنه وغدر به وقتله.
وفيها كانت وقعة المسناة فقتل الأمير قحطبة بن شبيب الطائي المروزي أحد دعاة بني العباس. وتأمر على الجيش في الحال ولده.
وفيها قتل مروان الخليفة الملقب بالجعدي وبالحمار، عبر النيل طالباً بلاد الحبشة. فلحقه صالح بن علي عم السفاح وبيتوه ببوصير. وقاتل حتى قتل وكان بطلاً شجاعاً ظالماً، أبيض، ضخم الهامة، ربع، أشهل العين، كث اللحية، أسرع إليه الشيب. وعاش بضعاً وخمسين سنة. ذكره المنصور مرة فقال: لله دره ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء. وقتل معه زبان أخو عمر بن عبد العزيز. وكان أحد الفرسان ولكن تقنطر به فرسه فقتلوه.
وفيها قتل سليمان بن كثير الخزاعي المروزي الأمير، أحد نقباء بني العباس. قتله أبو مسلم الخراساني.
وفي ذي الحجة قتل بمصر عبيد الله بن أبي جعفر الليثي، مولاهم، المصري الفقيه. أحد العلماء والزهاد. ولد سنة ست.
قال محمد بن سعد: كان ثقة بقية في زمانه.
[سنة ثلاث وثلاثين ومئة]
فيها نازل طاغية الروم اليون بن قسطنطين ملطية، وألح عليهم بالقتال حتى سلموها بالأمان. فهدم المدينة والجامع. ووجه مع المسلمين