صندوقاً. قال: وحدّثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها وقيل إنه أملى غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة.
وفيها الأستاذ أبو الحسن المزيّن، شيخ الصوفية، صحب الجنيد، وسهل بن عبد الله، وجاور بمكة.
وفيها أبو محمد المرتعش عبد الله بن محمد النَّيسابوري الزاهد، أحد مشايخ العراق، صحبه الجنيد وغيره، وكان يقال: إشارات الشبلي ونكت المرتعش وحكايات الخلديّ.
[سنة تسع وعشرين وثلاثمئة]
في ربيع الأول استخلف المتقي لله، فاستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد بن ميمون، فقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة وطلب الوزارة، فأجابه المتَّقي وولاَّه، ومشى إلى بابه ابن ميمون، وكانت وزارة ابن ميمون شهراً، فقامت الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فخافهم وهرب بعد أيام، ووزّر بعده أبو إسحاق محمد أحمد لقراريطي ثم عزل الكرخي، بعد ثلاثة وخمسين يوماً فلم ير أقرب من مدة هؤلاء، وهزلت الوزارة وضؤلت، لضعف الدولة، وصغر الدائرة. وأما بجكم، فنزل واسطاً، وقرر مع الخليفة، أنه يحمل إليه في العام ثمانمئة ألف دينار، وعدل وتصدق، وكان ذا أموال عظيمة، ونفس عصيبة، خرج يتصيّد، فأساء إلى